إبراهيم نصر يكتب : بدائل الحج للمستطيع
الذين منعتهم جائحة “كرونا” من أداء فريضة الحج هذا العام، وكانوا قد عقدوا
النية ودبروا نفقات الحج، رغبة فى الإتيان بالركن الخامس من أركان الإسلام،
أمامهم عدة بدائل يحصلون بها على ثواب الحج، وربما يزيد هذا الثواب مع
إخلاص النية، والله يضاعف لمن يشاء.
فمن شروط الحج الاستطاعة المادية والبدنية وأمن الطريق، رحمة من الله
بعباده وتفضلا منه عليهم، ومن رحمته سبحانه أيضا أن فرض علينا الحج مرة
واحدة فى العمر.
فمن لم يستطع بالقدرة المادية والبدنية سقطت عنه الفريضة، ومن استطاع بالقدرة المادية دون القدرة البدنية، فيستطيع أن
يوكل غيره بالحج عنه، بشرط أن يكون هذا الغير قد أدى الفريضة عن نفسه قبل ذلك.
أما الحالة التى أقصدها، فهى حالة المستطيع ماديا وبدنيا، وحال دون أداء الفريضة حائل، كما هو الحال هذا العام. إذ منعت
المملكة العربية السعودية الحج، إلا على أعداد محدودة من المقيمين داخل المملكة، خوفا من تفشى وباء “كورونا” بين
الحجيج.
وأنا هنا لن أتحدث عن كثير بدائل ذكرتها الأحاديث الصحيحة، مثل التحميد والتكبير بعد الصلوات، أو صلاة الفجر في جماعة، ثم
ذكر الله تعالى إلى طلوع الشمس ثم صلاة ركعتين، أو بر الوالدين، أو قضاء حوائج الناس، قال الحسن: مشيك في حاجة
أخيك المسلم خير لك من حجة بعد حجة.
كل ذلك وغيره له أسانيد فى المرويات الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكثير منا يفعله وربما لا يدرى أنه
يحصل كل يوم وليلة على ثواب الحج والعمرة، وفى ذلك تسرية للفقراء الذين لا يملكون نفقات الحج.
ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ذهب الدثور من الأموال بالدرجات
العلى والنعيم المقيم، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أحدثكم بمال لو أخذتم به لحقتم من سبقكم، ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير
من أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين”. رواه البخاري.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله ذهب الأغنياء بالأجر يحجون ولا نحج ويجاهدون ولا نجاهد وبكذا وبكذا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا أدلكم على شيء إن أخذتم به جئتم من أفضل ما يجيء به أحد منهم: أن تكبروا
الله أربع وثلاثين وتسبحوه ثلاثا وثلاثين وتحمدوه ثلاثا وثلاثين في دبر كل صلاة”. رواه أحمد في مسنده والنسائي في سننه.
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم تأسف أصحابه الفقراء وحزنهم على ما فاتهم من إنفاق إخوانهم الأغنياء أموالهم في
سبيل الله تقرباً إليه وابتغاء لمرضاته فطيب قلوبهم ودلهم على عمل يسير يدركون به من سبقهم ولا يلحقهم معه أحد بعدهم
ويكونون به خيرا ممن هم معه إلا من عمل مثل عملهم: وهو الذكر عقب الصلوات المفروضات.
يتصدق بأموال الحج على الفقراء
كل ذلك جميل، وهى بدائل حقيقية لتحصيل أجر الحج والعمرة لغير المستطيع بالقدرة المادية، والأجمل أن ذلك المستطيع
الذى حالت الظروف دون سفره للحج، يتصدق بأموال الحج على الفقراء وخاصة الذين لا يسألون الناس إلحافا، ويحسبهم
الجاهل بأحوالهم أغنياء من التعرف.
وما أكثر هؤلاء من الذين أقعدتهم جائحة كورونا عن العمل، أو فقدوا وظائفهم بسببها، أو تراجعت دخولهم ربما إلى النصف أو
أكثر.
فتشوا عن هؤلاء واغنوهم عن السؤال بأموال الحج الذى لم تستطيعوا إليه سبيلا، ولكم إن شاء الله ثواب الحج وزيادة.
2 تعليقات