المستشار عبد العزيز مكي يكتب : يا قلب المحبوب أقبل
يا قلب المحبوب أقبِل بنسائم المِسك والعنبر وتفرد وتجرد لا تتمرد واسأل من إذا سُئل أجزل وهلل
وكَبِر وتطٌوُف وتشٌوُف وتَصوُف واصبر، فحمائم الوفاء لكل من جاء ساحات الحرم بكل الكرم تجبُر فتُكثِر،
ففي الساح راح كل مباحٍ متاح وكل متاحٍ مباح يسُر ويُعمر وكل متروكٍ مطروق، وإن العطر فاح وكل مطروقٍ برَاح
فصلاح الدين في حطين استعصم بسور و استلهم نور مكة، فمكه هدى وأنوار وصلاح للدين،
ولولا مكة ما استعصت أسوار عكا، ولولا مكة ما كان أنصار يثرب بصولة ولا جولة،
فلولا مكة مازال الرق وبقيت الرقة والعشق، ولولا مكة ما كان لنجاشي الحبشة صدىَ
فيا قلب المحبوب إن كان مكتوب لك العشق
فاسلك الدروب وثق لا تشُك ولا تشُق فالمرام مُنال فَقبِل الحجر والشجر والخُدام، فإن دام العشق دام بعينه،
يطوول.. لا تحول بينه عثرة الأقدام ولا كثرة النُدام فأسلك وتحلل، وإن كان مكتوب عليك الحمأ والظمأ ما دمت هائم
فأنت صائم صوم مَلك وظمأ الصائم كَمّلك مُحلل يُكلل لك بنجاح لن يُشقيك فلا تعبأ بي ولا يُثنيك تَعبي
فذاك دأبي وقلبي يسألك السماح على طول المدى إن غدى قلبي أو راح ففي القرب منك حياة وفي البعد جراح
إثنان ذوى عدل إن شهد شاهد أو أنكر فأعذر نزغاته أقبِل قلب المحبوب لا تتقهقر ولا تتأخر بنوىَ ولا بصب
ولا بفراق مُحب فحب الهوى وعشق الذات لا يتأثر بجوىَ ولا بلذة ولا بترف ٍ
فحب الحب لذاته عزة وشرف باق قريب إن يدوم حب الحبيب مُقدر حيا أو قدر الحيُ القيوم مماته.