نشر حديثاًوما يسطرون

إبراهيم نصر يكتب : تفكيك الفكر السلفى .. وتعرية رموزه

الصحفى إبراهيم نصرالمسابقات الدولية
الكاتب الصحفى إبراهيم نصر

فى تقديرى أن الفرصة باتت سانحة تماما لتفكيك الفكر السلفى وتعرية رموزه،

بعد أن تكشفت عورات اثنين من بين أهم رموز التيار السلفى فى مصر أمام المحكمة،

أثناء الإدلاء بشهادتهما، فى القضية المعروفة إعلاميا بـ “قضية داعش امبابة”.

فقد جاء فى شهادة الشيخين – باعتبار السن وليس اللقب – محمد حسين يعقوب ومحمد حسان،

ما أكد لأتباعهما قبل غيرهم أنهما أجوفين، وليسا من العلماء المتخصصين ا

لذين يطمئن قلب الإنسان لأخذ العلم الشرعى عنهما، فضلا عن عدم أهليتهما للفتوى،

وربما أيضا ليسا مؤهلين لمجرد نقل فتوى العلماء أو إسقاطها على الحالات المشابهه.

ولعل الهجوم الإخوانى على الشيخين بعد الإدلاء بشهادتهما، وتبرؤهما من جماعة الإخوان وإدانتها فى أعمال العنف

والاعتداء على أفراد الجيش والشرطة، يظهر حالة الخلاف الشديد بين هذه الجماعات التى اتخذت لنفسها مسميات

ما أنزل الله بها من سلطان، وتسببت فى حالة من التشرذم الواضح بين أبناء المجتمع الواحد.

خطوات إيجابية فى تعرية رموز الفكر السلفى

ولعل مشيخة الأزهر، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء، قد اتخذوا خطوات إيجابية، وقطعوا شوطا لا بأس به

فى تعرية رموز الفكر السلفى وكشف أباطيلهم، وتصدوا بشكل واضح لبعض الفتاوى والأفكار المتطرفة

التى يروج لها رموز السلفية فى مصر وخارجها.

مواصلة الجهود لتفكيك الفكر المتطرف

وما زالت المؤسسة الدينية تؤمن بضرورة مواصلة الجهود لتفكيك هذا الفكر المتطرف القائم على غير الأصول المرعية

فى تلقى علوم الشريعة الإسلامية.

وسوف يظل الأزهر الشريف وعلماؤه الأفاضل، والقائمون على الدعوة إلى الله على بصيرة فى وزارة الأوقاف

هم الحصن الحصين والدرع الواقى لعلوم الدين، وهم المؤهلون للبلاغ الصحيح عن الله ورسوله.

وآخر ما صرح به الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف فى هذا الصدد يؤكد الوعى التام

بخطورة بث الأفكار المتطرفة فى المجتمع، وضرورة التصدى لها،

حيث أكد فضيلته أن الخطاب الديني الرشيد قضية أمن قومي، وأن تفكيك الفكر المتطرف وحواضنه مطلب شرعي ووطني،

موضحا أن أهل الشر يتناصرون حيث كانوا، ويدعم بعضهم بعضا بكل السبل، ويرى كل منهم في علو صوت أهل التطرف

مشجعا ومحفزا وداعما له، وخاصة من يتدثرون بعباءة الدين ويتخذون منه ستارا وغطاء لتنفيذ ما يكلفون به من هدم وتخريب،

فمن يقرأ كل ذلك بعناية يدرك مدى خطورة الفكر المتطرف والجماعات المتطرفة.

فضح الأفكار السلفية وغيرها من التيارات المتطرفة والإرهابية

وفى طريق تصحيح المفاهيم، وفضح الأفكار السلفية وغيرها من التيارات المتطرفة والإرهابية،

لابد من الوضع فى الاعتبار أن أية ظاهرة فكرية متطرفة لا يمكن التصدي لها أمنيا فحسب،

فذلك لن يكون سوى حل ظرفي مؤقت، بل لا بد من ضمان جملة من الشروط الموضوعية لمواجهتها وفي مقدمتها..

أولا: وضع خطة تنموية شاملة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا تشارك فيها الدولة والقوى الفاعلة في المجتمع من أحزاب وجمعيات.

ثانيا: نشر ثقافة تنويرية منضبطة لا تتعارض مع هوية المجتمع وتراعي خصوصياته، وتطور الفكر الديني من داخل منظومته،

وليس على هوى التغريبيين أو التخريبيين الذين يرفعون لواء الحداثة وتجديد الخطاب الدينى، وهم يعانون أمية دينية مفضوحة،

ويتخذون مواقف عدائية من الدين نفسه.

رابعا: إقناع المجتمع الغربى بأن زيادة استثماراتهم بالبلدان العربية والإسلامية والإفريقية سيحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى بلادهم، ويقلل من فئة المهمشين الذين تستقطبهم التنظيمات المتطرفة والإرهابية.

خامسا: توعية الغرب بأن الحل العادل للصراع العربي الإسرائيلي سيشكل سدا منيعا ضد أطروحات التطرف والإرهاب.

إن تحقيق هذه الشروط هو المدخل الرئيس لمعالجة ظاهرة التطرف، وبدون ذلك لن يكون ثمة وجود للسلم الشامل،

ولا الأمن الدائم، الذى ينشده أولو الألباب، وأصحاب الفطرة السليمة، فى العالمين: العربى والغربى على حد سواء.

Ibrahim.nssr@gmail.com

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى