الملفسليدرنشر حديثاً

حقائق يجب ألا تغيب عن القدس الشريف “2\2”

حتى تظلّ حاضرة في كينونة المسلمين

دراسة بقلم:

الدكتور أحمد علي سليمان

عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نستكمل ما بدأناه من الحديث عن الحقائق التى يجب ألا تغيب عن القدس الشريف، فنبدأ بالحديث فى هذه الحلقة الثانية والأخيرة من هذا الملف، عما قامت به إسرائيل بعد احتلالها لفلسطين سنة 1948م:

أولاً: استولت إسرائيل على أراضي وأملاك وبيوت ومزارع كانت ملكًا للفلسطينيين، الذين اضطروا لمغادرة البلاد نتيجة المذابح التي قامت بها في الرملة، واللد، ودير ياسين، والطنطورة والدوايمة وغيرها من المذابح المسجلة في سجلاتها وسجلات الأمم المتحدة، كما أصدرت أمرًا بالاستيلاء على أراضي الأوقاف الإسلامية، وتقدر بعشرات الآلاف من الدونمات، إضافة إلى العقارات وغيرها.

الايتيلاء على أموال الفلسطينيين المودعة في البنوك العربية وغير العربية

ثانياً: استولت «إسرائيل» على شتى أموال الفلسطينيين المودعة في البنوك العربية وغير العربية، وكان أكثرها تضررًا البنك العربي بفلسطين، وأخفت ذلك عن العالم وعن “الإسرائيليين”.

ثالثًا: استولت «إسرائيل» على نصف احتياطي العملة الفلسطينية من الذهب والنقد الأجنبي، بالاتفاق مع الدوائر البريطانية. وهذه الأمور وغيرها تكشف عن أن فلسطين لم تكن خالية من السكان أو مجرد مستنقعات ملوثة، كما تدعي الصهيونية والحكومة «الإسرائيلية»، بل كانت فلسطين دولة ذات كيان ومؤسسات، فيها تسعمائة وخمسون قرية، وعشرات المدن الآهلة بسكانها العرب وهم أغلبية سكان فلسطين،

ولم يكن اليهود إلا أقلية في بعض المدن العربية.. وهذه حقائق تاريخية وواقعية ذكرها بالتفصيل المستشار “حافظ طهبوب” في دراسته بعنوان: “الحقائق التي يخفيها الإسرائيليون عن شعبهم والعالم”، واستفدنا منها في دراستنا هذه.

انتهاك إسرائيل لقواعد الحماية الخاصة بالمقدسات والمعالم الإسلامية في القدس الشريف:

ويمكن الإشارة إليها فيما يلي:

1- جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك في 21 أغسطس عام 1969م.

2- إضرام النيران من قبل اليهود في مسجد مقام “الشيخ شحادة” في عين غزال بالقدس في شهر كانون الثاني من العام 2000.

3- وفي شهر مارس 2004 أضرمت النيران في المسجد الأربعين في بيت شان، وتسببت النيران في إلحاق أضرار جسيمة في المسجد خاصة في السقف مما أدى إلى انهياره، وعندما حاول المسلمون تصوير الضرر قامت الشرطة بمصادرة هوياتهم.

4- أقدم المستوطنون المتطرفون بتاريخ 14/12/2011م على إحراق مسجد عكاشة في القدس وكتبوا على جدرانه شعارات مسيئة للعرب، وشعارات مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

5- قال الحاخام “شلومو غورين”: إن حركة رابطة الدفاع اليهودي ستخوض صراعا من أجل استعادة الهيكل

وإزالة المسجد الأقصى، وقد شكل نحو 25 تنظيما إرهابيا يهوديا يستهدف تدمير الأقصى وإقامة الهيكل اليهودي مكانه،

وحاولوا ذلك بأكثر من 112 عملا عدائيا ضد المسجد الأقصى ما بين 67- 1998م ، و72 محاولة منها بعد اتفاق أوسلو.

وضع اليد على حائط البراق وتسجيله كملك لدولة إسرائيل

6- تدمير حارة المغاربة ووضع اليد على حائط البراق بعد توسيعه وتسجيله سنة 1984م في دائرة الأملاك الإسرائيلية كملك لدولة إسرائيل.

7- باتت معركة تهويد القدس المعركة الأولى بالنسبة لإسرائيل بالتزامن مع تزايد سيطرة هاجس “يهودية الدولة” على فكر الدولة الصهيونية.

وعلى مستوى المسجد الأقصى بدأ يظهر بشكل واضح سعي الحكومة الإسرائيلية لتحقيق تقسيم دائم للمسجد

بين المسلمين واليهود (زمانيا ومكانيا) بعد تهيئة المستلزمات اللازمة لتحقيق ذلك،

حيث تزايد عدد الاقتحامات للمسجد بحماية الشرطة المسلحة.

افتتاح أكبر معلم يهودي يسمى “كنيس الخراب”

وشهدت البلدة القديمة بالقدس افتتاح أكبر معلم يهودي يسمى “كنيس الخراب”

وأعلنت مجموعة يهودية بأنها تعمل على بناء كنيس أكثر ارتفاعا وأقرب للمسجد الأقصى اسمه “كنيس فخر إسرائيل”.

8- قامت سلطات الاحتلال في العام 2017م بوضع بوابات إليكترونية على أبواب المسجد الأٌقصى المبارك،

لتقييد حركة دخول المصلين وتفتيشهم.

9- ويعد أخطر انتهاك لمدينة القدس ومقدساتها ذلك القرار الأمريكي الذي بموجبه جعل مدينة القدس العربية الفلسطينية عاصمة لدولة الاحتلال وقررت أمريكا نقل سفارتها إليها.

انتهاك إسرائيل لقواعد الحماية الخاصة بالمقدسات والمعالم المسيحية في القدس الشريف:

ويمكن الإشارة إلى أهم هذه الانتهاكات فيما يلي:

تدمير الكنيسة الكاثولوكية الموجودة في قرية “البصة”، وهي قرية تقع شمال الجليل،

ويعود تاريخها إلى 200 سنة تقريبا.

وهذه الكنيسة مكونة من طابقين، ومبنية على النمط البيزنطي،

وكان الطابق الثاني من الكنيسة يحتوي على مدرسة، وبيت للقسيس، وقد تم إزالته بالكامل وتحول إلى أنقاض،

وبقية المبنى في حالة سيئة ومهدد بالانهيار، وترفض سلطات الاحتلال ترميمه بحجة أن الأرض ملك للدولة.

هدم كنيسة دير الروم الأرثوذكس

وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي كنيسة دير الروم الأرثوذكس الواقعة على (جبل الزيتون)

والمطلة على المدينة المقدسة، بتاريخ 23 يوليو 1992م، بحجة عدم إكمال الترخيص.

وقامت عصابة يهودية بسرقة تمثال السيد المسيح من “دير الطليان” بتاريخ 20 مايو 1995م.

وفي عام 2000م قامت بلدية الاحتلال الإسرائيلي بهدم كنيسة “المصعد”،

التي كانت مشيّدة على جبل الزيتون، في المكان الذي يُعتقد أن المسيح صعد منه إلى السماء،

وذلك بحجة أنها بنيت دون ترخيص من البلدية.

تجريف قبور ساحة كنيسة السيدة مريم العذراء

قامت سلطات الاحتلال بتجريف قبور في ساحة كنيسة السيدة مريم العذراء التي تقع في “وادي قدرون”،

في مكان متوسط بين سلوان وجبل الزيتون وباب الأسباط.

وتحتوي الكنيسة على قبور “مريم البتول” ووالديها، وكذلك قبر يوسف النجار (مربي السيد المسيح)،

وتم هذا التجريف بحجة تعبيد طريق فوقها وبدون إعلام ذوي الموتى ليقوموا بنقل رفاة موتاهم.

وفي النهاية: أتساءل: هل نترك الحصان الفلسطيني في ميدان المعركة يجابه وحده الأعداء؟!

وأؤكد:
– لا تزال الدول العربية والإسلامية تمتلك كثيرًا من وسائل الضغط.

– لا نريد أن نسلك في قضيتنا المسارات القديمة، ولكن نريد مسارات إبداعية تسهم في استعادة الحق إلى أصحابه.

– ليس أمام الشعب الفلسطيني إلا أن يستجمع قواه ويوحد مكوناته لإنقاذ الأرض والمقدسات والكرامة الوطنية.

– وستظل القدس الشريف عاصمة دولة فلسطين الأبية.

وفي هذا الإطار أوصي بالآتى:

– السعي لإبرام معاهدة دولية لحماية الأماكن الدينية المقدسة في القدس الشريف، وحث الرأي العالمي للانضمام إليها، للوقوف ضد التعنت الإسرائيلي والأمريكي.

– تشكيل كتلة ضغط عربية إسلامية؛ لممارسة الضغط على المصالح الإسرائيلية الأمريكية، مقابل تحرير الأراضي الفلسطينية وعلى رأسها القدس الشريف.

– نشر كل المعلومات والحقائق التاريخية المتعلقة بالقدس الشريف في الأوساط الإسلامية والمسيحية؛ لتكون شاهدة على ما تقترفه إسرائيل في حق أديانهم، من خلال الإعلام، والمناهج الدراسية، والمؤسسات الثقافية وغيرها.

– ضرورة تفعيل دور منظمة التعاون الإسلامي، وخاصة لجنة القدس التي أقيمت لحماية الأقصى بعد جريمة حريق المسجد الأقصى عام ١٩٦٩م.

– ضرورة العودة إلى قرارات الشرعية الدولية وتفعيل أهم قرارات القضية الفلسطينية الصادرة من مجلس الأمن الدولي والجمعية العمومية للأمم المتحدة،

وخاصة قرار ٢٤٢ الصادر عن مجلس الأمن الذي يتكفل بحماية القدس من الاحتلال الصهيوني، والعودة إلى حدود ما قبل عدوان الخامس من يونيو ١٩٦٧م.

مراجع الدراسة :

– التقرير الفني والقانوني الموثق بالخرائط والصور بشأن الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي حول المسجد الأقصى في القدس الشريف لجنة خبراء الإيسيسكو الآثاريين،

وتقرير خاص نشرته الخليج أون لاين بعنوان: فلسطين تنتصر بالصراع الديموغرافي والإسرائيليون يتوقون للهجرة، يوم 20 مارس 2017م، وجعفر عبد السلام: المركز القانوني الدولي لمدينة القدس – كتاب شهري يصدر عن رابطة العالم الإسلامي، عدد 157 ،

وجعفر عبد السلام – محمود داود: الصراع العربي الإسرائيلي بين النضال المسلح والتسوية السلمية: دراسة تأصيلية على ضوء القانون الدولي والفقه الإسلامي، القاهرة: رابطة الجامعات الإسلامية،

وحافظ طهبوب: الحقائق التي يخفيها «الإسرائيليون» عن شعبهم والعالم، الخليج: تاريخ النشر: 30/07/2018م،

وعدنان عدوان: استهداف المقدسات الدينية، حرب صهيونية متواصلة – مجلة الوحدة الإسلامية،

وغازي إسماعيل ربايعة: القدس في الصراع العربي الإسرائيلي، وقدري شوقت الراعي: إسرائيل ليست دولة حتى تكون لها عاصمة.!

موقع البيادر السياسي، 10 ديسمبر 2017م، وماهر خضير: حق حماية الأماكن الدينية بمدينة القدس في ضوء قوانين حقوق الإنسان والشرائع الدينية،

ومحسن محمد صالح: الحقائق الأربعون في القضية الفلسطينية – المركز الفلسطيني للإعلام … وغيرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى