الكلمة الأخيرةسليدرنشر حديثاً

حكم نهائى تاريخى: الخطبة الموحدة ضرورة تحفظ لمصر والأمة العربية والإسلامية وجودها وتحميها من الفكر المتطرف (1) 

(7) مبادئ للحكم التاريخى للخطبة الموحدة :

بعض الخطباء استخدموا المنابر لتحقيق أهداف سياسية وأخرى تحريضية لشق الصف متخذين من الدين ستارا

مصر تؤرخ لدور عالمى وليس اقليميا وتواجه بقوة وثبات وتضحية دعاة التطرف والإرهاب حماية للإنسانية

المسجد ذكرا لله بالارشاد والوعظ لتقرب العبد إلى ربه وليس مصدراً للتحزب والاختلاف الفكري والمذهبي

ليس من حق الخطيب أن يوجه الناس لرغباته ويملي عليهم قناعاته الشخصية فيوهمهم أنه الحق المبين فيؤدى إلى الاحتقان الشعبي فى البلدان الإسلامية والعربية

الخطيب يتمتع بحرية فى طريقة اَداء الخطبة شفاهة ارتجالا أو مكتوبة مقروءة بما لا يخرج عن مضمون الخطبة الموحدة لإبراز ملكاته ومواهبه لجمهور المصلين

الخطبة لا تكون طويلة مملة أو قصيرة مخلة ولا تزيد على عشرين دقيقة وتقصيرها علامة على فقه الخطيب ، فلا يطيل فينسى الناس بآخر كلامه أوله ، وهو هدي النبي في خطبه الراتبة

منظومة ثنائية بين الأزهر الشريف ووزارة الاوقاف لخدمة الإسلام الوسطى المستنير

كتب ـ إبراهيم نصر :

 

د محمد خفاجى
د محمد خفاجى

قال القضاء الإدارى كلمته الأخيرة فى تأييد قرار وزير الأوقاف بتوحيد خطبة

الجمعة فى مساجد مصر، حيث أثبتت شهادة من جدول المحكمة الإدارية

العليا فى أغسطس 2021 نهائية الحكم التاريخى الذى أصدره القاضى

المصرى المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس

الدولة رئيس محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية الدائرة الأولى بحيرة

بتأييد قرار وزير الأوقاف بتنظيم موضوع الخطبة الموحدة ليوم الجمعة

للأئمة والدعاة والخطباء على مستوى المساجد والزوايا بجمهورية مصر العربية، وقد أصبح هذا الحكم نهائياً وباتاً.

وطالب المدعون وعددهم ثمانين مواطناً فى دعواهم القضائية أمام القاضى المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى

بإلغاء قرار وزير الأوقاف بتنظيم موضوع الخطبة الموحدة للخطباء بالمساجد والزوايا، وطالبوا الأخذ برأي هيئة كبار العلماء

بالأزهر الشريف بترك الخطيب حراً على حد زعمهم، وطالبوا أيضا بخضوع المساجد لمشيخة الأزهر دون وزارة الأوقاف.

حقيقة الجماعات المنحرفة الذين يتخذون من الدين ستارا

وتأتى أهمية الحكم فى وقت يستبين فيه للشعب حقيقة الجماعات المنحرفة الذين يتخذون من الدين ستارا

عبر المنافذ الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعى وهم غير مؤهلين للبت فيه.

وقضت محكمة القضاء الإدارى بالإسكندرية برئاسة المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة

بتأييد قرار وزير الأوقاف بتنظيم موضوع الخطبة الموحدة للخطباء والأئمة بالمساجد والزوايا على مستوى الجمهورية.

وأكدت المحكمة فى حكمها التاريخى على مجموعة من المبادئ والقيم الدينية التى تحفظ للأوطان كيانها

بأن الخطبة الموحدة ضرورة تحفظ لمصر والأمة العربية والإسلامية وجودها وتحميها من الفكر المتطرف المناهض لوجود الدولة،

وأن مصر تؤرخ لدور عالمى وليس إقليميا وتواجه بقوة وثبات وتضحية دعاة التطرف والإرهاب حماية للإنسانية،

مؤكدة أن منظومة ثنائية بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف لخدمة الإسلام الوسطى المستنير، وأن بعض الخطباء

استخدموا المنابر لتحقيق أهداف سياسية وأخرى تحريضية لشق الصف متخذين من الدين ستارا،

وأن المسجد ذكرا لله بالارشاد والوعظ لتقرب العبد إلى ربه وليس مصدراً للتحزب والاختلاف الفكري والمذهبى،

ووضعت إطاراً للخطباء والأئمة، فليس من حق الخطيب أن يوجه الناس لرغباته ويملي عليهم قناعاته

الشخصية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فيوهمهم أنه الحق المبين فيؤدى إلى الاحتقان الشعبي

فى البلدان الإسلامية والعربية، وأن الخطيب يتمتع بحرية فى طريقة أداء الخطبة شفاهة ارتجالا أو مكتوبة ومقروءة

بما لا يخرج عن مضمون الخطبة الموحدة لإبراز ملكاته ومواهبه لجمهور المصلين، وأن الخطبة لا تكون طويلة مملة

أو قصيرة مخلة، ولا تزيد على عشرين دقيقة، وتقصيرها علامة على فقه الخطيب، فلا يطيل فينسى الناس بآخر كلامه أوله،

وهو هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في خطبه الراتبة.

مصر مهد الدين وراية مجد الأديان السماوية

وقالت المحكمة برئاسة القاضى المصرى المستشار الدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة:

إنه وفقا لوثيقة إعلان الدستور المصرى فإن مصر مهد الدين وراية مجد الأديان السماوية، وفى أرضها شب كليم الله

موسى عليه السلام، وتجلى له النور الإلهى، وتنزلت عليه الرسالة فى طور سنين، وعلى أرضها احتضن المصريون

السيدة العذراء ووليدها، ثم قدموا اَلاف الشهداء دفاعاً عن كنيسة السيد المسيح عليه السلام .

وحين بعث خاتم المرسلين محمد عليه الصلاة والسلام للناس كافة ليتمم مكارم الأخلاق، فانفتحت القلوب والعقول

لنور الإسلام، فكانوا خير أجناد الأرض جهاداً فى سبيل الله، لنشر رسالة الحق وعلوم الدين فى العالمين،

وأن مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع، وتلك الوثيقة تأخذ حكم طبيعة النصوص الدستورية ذاتها وقوتها،

بحسبانها تكون مع الأحكام التى تنتظمها كلاً غير منقسم “bloc de constitutionnalité” أو نسيجاً دستورياً واحداً.

الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية

وأضافت المحكمة: إن الدستور نص على أن الإسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية

المصدر الرئيسى للتشريع، وجعل من الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة، يختص دون غيره بالقيام

على كافة شئونه، وهو المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ويتولى مسئولية الدعوة ونشر علوم الدين

واللغة العربية فى مصر و العالم.

كما عهد المشرع العادى إلى وزارة الأوقاف التى تمثل الجانب المادى الملموس فى الحقل الدينى الإسلامى لمرفق

المساجد والزوايا التابعة لها مهمة إدارتها والاشراف عليها بعد تسليمها وضمها إليها والتزام الخطباء بالخطة الدعوية لها،

وذلك ضماناً لقيام هذه المساجد برسالتها فى نشر الدعوة الإسلامية على خير وجه، احتراما لقدسية المنبر،

وتطهيراً لأفكار الدعاة، وصوناً لجوهر الدعوة .وبهذه المثابة فثمة منظومة ثنائية بين الأزهر الشريف باعتباره هيئة إسلامية

علمية مستقلة تعد المرجع الأساسى فى العلوم الدينية والشئون الإسلامية، ووزارة الأوقاف السلطة الفعلية القائمة

على إدارة المساجد والزوايا وفق خطتها الدعوية واحتياجاتها وتوزيعها للخطباء على المساجد.

فكلاهما فى مجاله المرسوم له دستورياً وقانونياً فى خدمة الإسلام الوسطى المستنير.

خطبة الجمعة موعظة أسبوعية عامة توقظ القلوب

وأشارت المحكمة إلى أنه من أفضل منن الله على المسلمين أن جعل لهم مواسم للخيرات، يتلقون فيها أعلى الدرجات

ويكفر عنهم السيئات، ومنها يوم الجمعة إدراكا لفضلها واغتناماً لأجرها، وخطبة الجمعة موعظة أسبوعية عامة توقظ القلوب

المتغافلة وتشحذ الهمم المتخاذلة وتصل النفوس الطاهرة بخالقها جل فى علاه، لتعبد ربها بذكره عن علم وبصيرة ،

ويساعد على ذلك ما يقدمه الأئمة وخطباء المساجد كل جمعة من جرعات إيمانية مستقاه من الدين الحنيف،

مما يقتضى وضع منهج لمواجهة المشكلات التى تواجه المجتمع الإسلامى والأزمات التى يتخذها المتشددون

الذين يتسترون من وراء الدين لتحقيق أهداف سياسية ولضبط النشاط الدعوى المستنير ولتلافى حصول بعض النواقص

والأخطاء من بعض الخطباء، نتيجة عدم الإلمام ببعض الأحكام الفقهية للخطبة، كان لزاماً توحيدها فى موضوع محدد

كل أسبوع لتصحيح مسار الدعوة مما كشفت الأحداث التى تلحق بالعالم من الفكر المنحرف عن صحيح الدين

واستغلال المساجد من الجماعات المتشددة.

ونستكمل فى الحلقة القادمة كلمة المحكمة الأخيرة

بشأن تأييد قرار وزير الأوقاف بتوحيد خطبة الجمعة فى مساجد مصر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى