د. أسامة فخرى الجندى يكتب: الأُسرة بين الحفاظ على روابطها أو تفكيكها وتدميرها

لا شك أن الأُسرَ قد تأثرت بهذا التقدم التكنولوجي والتِقَني، إلا أن هذه التكنولوجيا إلى جانب دورها الإيجابي وانعكاسه
على العلاقات الأسرية، فهناك أيضًا بعض الآثار الأخرى التي قد انعكست على الأُسَر بصورة سلبية؛
ذلك لأن هناك بعضَ الأُسر قد أصبحت السمة العامة لهم هي تصفح الكثير من الأجهزة الإلكترونية،
كأجهزة التليفون المحمول وغيره من الأجهزة الذكية؛ مما أدى إلى غيبة تبادل الحوار بين أفراد الأُسرة الواحدة – لاسيما الزوجين-
بحيث انشغل كلٌّ منهما عن الآخر، فالزوج منشغل بعالَمِه الخاص وجهازه الخاص، وكذلك الزوجة؛ مما أدى إلى حدوث فجوة كبيرة،
ربما وصلت إلى إهمال الأسرة كلها: حيث لا وقت لمناقشة ما يتعلق بالمشكلات الخاصة بالأسرة والأبناء، وهو ما يهدد استقرارها، ويؤدي إلى تفككها وهدمها.
ومن هنا فإن الإدمانَ على استخدامِ مواقع التواصل الاجتماعي للزوجين، يُسْهِمُ وبلا شك في أن يُهْمِلَ كلٌّ منهما الآخرَ،
(أرامل الإنترنت)
ويُسْهِم كذلك في زيادة نسبة الخلافات الزوجية، بسبب إهمال الزوج لزوجته من ناحية، حتى أصبحنا نسمع مصطلحَ:
(أرامل الإنترنت)، ومن ناحيةٍ أخرى إهمال الزوجات واجباتهن تجاه أُسَرِهن، وهذا كلُّه يؤدي بالتبعية إلى حدوثِ التفكك الأُسري.
وإذا كان كلٌّ من الزوجين قد أهملَ الآخر، فبالتبعية هناك إهمال متحقق وواقع للأطفال.
ثم لا يخفى أن من أشد الآثار السلبية مساهمةَ هذه المواقع – عن طريق الاستخدام السيّئ لها – في الكشف عن أسرار
الحياة الشخصية والأُسرية، والعلاقات الاجتماعية الحميمة؛ مما يؤدي بها إلى عتبة الشقاق والنزاع، بل والانفصال عن طريق الطلاق.
يؤثر بشكل عميق على العلاقة بين الزوجين
ولقد أثبتت بعضُ الدراسات أن الاهتمامَ المفرط بمواقع التواصل الاجتماعي يؤثر بشكل عميق على العلاقة بين الزوجين؛
حيث إن عزوف كل من الزوجين نحو غُرف المحادثة والدردشة والرسائل– لا سيما مع الإغراءات التي توفرها تلك الغرف –
وتفضيلهما لها على التحدث مع بعضهما بعضًا يؤدى وبلا شك إلى حدوث نوع من الفتور الشديد في العلاقة بين الزوجين،
وربما يحتدم الأمرُ إلى أن يقوم كل منهما بعمل حساب وهمي ليتابع الآخر، ومن ثم يتبادلون الاتهامات بشكل يَنتجُ معه نهايةً الطلاق والانفصال.
نعم… لقد أوقع استخدامُ مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من البيوت (الشكَّ والرِّيبَةَ)، وأوصَلَت في كثير من الأحيان الأزواجَ إلى عتبة الطلاق والشِّقاق والنِّزَاع.
وبناءً على ذلك فإن الأسرةَ في تحدٍ كبير، حيث إنه لا بد من الاستفادة من التقنيات الحديثة ولكن في إطار الحفاظ على روابط الأسرة.