عبد العزيز مكى يكتب: “الطارق” وإدراك الفارق
أتكلم هنا عن موقع “الطارق ” الوليد.
وهو إن شاء الله “الطارق” بدليل ليس تجهيل.. إن جاء بياناً ببشِرٍ وهاج، أو بنُذُر قهري عسير.
أو إيذاناً بالسير في طريق طويل محفوف غير مألوف،
أو جاء “الطارق”بعلاج جذري لمشكلات همٍ، استفحلت واستقوت بالترك، ووهم عطوف٠
وتلك المشكلات أمست ومكثت، كقطيع ذئاب شرس مفترس، فاجع لا يُمهل ولا يذر.
والكل يتراجع يخشى الدواء الناجع المُر، لكونه مؤلماً،
ومن يطرقهُ فلن يمر سالماً٠٠ فالرعية لن ترضي ولن تتحمل، ولن تتركهُ يُكمل.
ثمن الإصلاح فادح.. وثمن النجاح عناء
والبديل: الفوضى، ولابد من أن يرحل، فثمن الإصلاح فادح.. وثمن النجاح عناء،
وثمن البناء شقاء وأنين.
والأفضل أن نستكين ونتجاهل بغير مرسى ولا نحاول،
والإبقاء على الكرسي أفضل لمدة، بغير إعداد العُدة.
التغيير مرير وعسير
ولذا فإن بعض المسكنات والأوقات فوات والأحياء أموات سكات، والجروح قروح، والتغيير مرير وعسير.. مجهول المصير.. أهوال
وأهوال، وسوء أحوال .
ورجال ركنوا، وما فِطنوا، وما رعوا العهد وآثروا الغرق لكونه بغير جهد٠
ومن يريد أن ينهي غُمة، وأن يبني أمة،وأن يحقق حلماً٠٠ فليتجرع ألماً، وليشقى كثيراً كثيراً
ويشحذ كل الهمم بكل الجد ..صادقاً ولا يبالي بالحاقدين، ولا بالمرجفين.
وليس بحلو الكلام، ولا بأماني النيام، ولا بكسب زيف الود والخواء تُبنى الأمم.
وسواء إن فهِم الناس الآن.. أو لاحقاً.
حيث الإستغناء عن الديار إهدار للباني، وللقيم وللمعاني، وقدح الأخيار الأحرار بالزور عار
ومدح الأشرار الفجار ذل وهوانِ وفجور.
سلمت قريحتك أيها الراقي
كأنها ترانيم وعي في زوايا الغفلة
في انتظار المزيد