أحداث مهمةنشر حديثاً

ماجد فهيم يكتب: كواليس ثورة يوليو 1952 ومقدماتها التاريخية “2/1”

الكاتب الصحفى ماجد فهيم

بقلم : ماجد فهيم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من الأحداث المهمة فى تاريخ مصر المعاصر ثورة 23 يوليو عام 1952م، التى عشنا ذكراها منذ أيام قلائل،

وفى هذه الحلقة من “أحداث مهمة” نتحدث عن مقدماتها التاريخية، حيث عاشت مصر فترات متباينة من تاريخها المعاصر بعد خروج الحملة الفرنسية عام 1801 م، التى كسرت العزلة العثمانية

محمد على باشا
محمد على باشا

ثم تولى محمد على مقاليد الحكم بإرادة الشعب،

وقد أسس محمد على لبناء مصر الحديثة، مرورا بأبنائه وأحفاده وصولا إلى الاحتلال البريطانى عام 1882م،

والتحول الذى حدث مع بداية الحرب العالمية الأولى، وإعلان الحماية على مصر.

سعد زغلول

وتنتهى الحرب فى نوفمبر 1918م ليظهر محامى الشعب سعد باشا زغلول ويطالب باستقلال مصر.

وتنتفض الثورة فى بلاد المحروسة وينتهى الأمر بتصريح 28 فبراير 1922م،

الذى أعطى لمصر استقلالا منقوصا.

الملك فؤاد الأول
الملك فؤاد الأول

البداية الحقيقية للتحول الديمقراطى فى تاريخ مصر

ثم تتحول مصر من سلطنة إلى مملكة فى عهد الملك فؤاد الأول، وبعدها يتم تشكيل لجنة خبراء لصياغة أول دستور لمصر وهو دستور عام 1923م  حيث تمت صياغة مسودة هذا الدستور فى سراى بسيونى بك سالم أحد أعيان كفر الشيخ،

وكان يطلق على تلك السرايا قلعة الحريات، حيث كان يتردد عليها كبار الساسة والوطنيين

أمثال أحمد لطفى السيد وعبدالعزيز فهمى وأمين الرافعى وإبراهيم الهلباوى،

وقد كان هذا الدستور بحق البداية الحقيقية للتحول الديمقراطى فى تاريخ مصر الدستورى والبرلمانى

حتى إن الزعيم سعد زغلول أطلق عليه دستور الأمة.

 

وبمقتضى هذا الدستور تم انتخاب أعضاء البرلمان، وتشكيل حكومة برئاسة سعد زغلول،

وظهر حزب الوفد الى جانب الحزب الوطنى الذى أسسه الزعيم مصطفى كامل، فالأحرار الدستوريين والسعديين ومصر الفتاة

وتعاقبت على مصر حكومات وبرلمانات عديدة.

كما شهدت تلك الحقبة الليبرالية وجود الرأى والرأى الآخر من خلال دور الصحف الجديدة مثل روزاليوسف والمصرى ودار الهلال وأخبار اليوم إلى جانب الأهرام.

قمم من الكتاب والمفكرين أثروا الحياة السياسية والثقافية

 

أحمد لطفى السيد
أحمد لطفى السيد

وساعد على ذلك وجود قمم من الكتاب والمفكرين الذين أثروا الحياة السياسية والثقافية فى مصر

أمثال: أحمد لطفى السيد، والمازنى والعقاد وطه حسين وسلامة موسى وزكى نجيب محمود وتوفيق الحكيم.

أمير الشعراء أحمد شوقى
أمير الشعراء أحمد شوقى

والشعراء: حافظ ابراهيم

وأحمد شوقى

مما أدى إلى زيادة الوعى لدى المصريين. وبناء على ذلك وقعت مصر مع بريطانيا معاهدة عام 1936م،

لتخرج القوات البريطانية من عموم الأراضى المصرية وتستقر فى منطقة القناة، والبعض الآخر فى الأسكندرية،

على أن يكون لبريطانيا الحق فى استخدام الموانئ والمطارات وكافة الطرق والمرافق المصرية فى حال نشوب حرب.

وهو ماحدث بعد أقل من ثلاثة أعوام باندلاع الحرب العالمية الثانية، التى استمرت 6 سنوات كلفت خلالها مصر الكثير من الخسائر.

ثم تأتى نكبة العرب الكبرى بإعلان قيام دولة اسرائيل على أرض فلسطين

 

لتدخل مصر حربا غير مستعدة لها مع الجيوش العربية الواقعة دولها تحت الاحتلال، ودون تنسيق،

ليستفيق العرب على واقع مؤلم هو الهزيمة، وضياع الأراضى العربية فى فلسطين،

محمد نجيب
اللواء محمد نجيب

وقد كان من بين ضباطنا: البكباشى جمال عبدالناصر والصاغ عبدالحكيم عامر واللواء محمد نجيب،

وبعد العودة قام ناصر بتأسيس كيان جديد تحت مسمى الضباط الأحرار عام 1949م،

ولتبدأ مسيرة التحرر الوطنى من الاحتلال الذى ارتكب مجزرة بشعة يوم 25 يناير 1952م،

وذلك عندما حاصرت قواته مبنى محافظة الإسماعيلية بالدبابات والمدافع،

وسقط فى ذلك اليوم 56 شهيدا من أبناء الشرطة الأبطال، لتنام مصر على ليلة حزينة وتستيقظ على حزن أكبر وهو حريق القاهرة، الذى بدأ ظهر يوم 26 يناير ودمر أكثر من 700 منشأة مابين محلات تجارية ودور سينما ومعارض ونوادى ومكاتب،

وخلف 26 قتيلا و552 مصابا، فضلا عن الخسائر المادية

التى قدرت مابين 40 إلى 70 مليون جنيه أى مايوازى 17 بالمائة من موازنة الدولة المصرية فى ذلك الوقت.

لم تكن السبب الوحيد لقيام ثورة على تلك الأوضاع

 

ورغم كل هذه الأحداث الساخنة التى شهدتها مصر إلا أنها لم تكن السبب الوحيد لقيام ثورة على تلك الأوضاع،

بل كانت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أكثر سوءا بسبب جماعة النصف بالمائة،

التى كانت تسيطر على ثروات البلاد تقريبا منذ مطلع القرن التاسع عشر، وذلك عندما استولت طبقة الباشوات والباكوات على الأراضى الزراعية

ممثلة فى إقطاعيات الأسرة الحاكمة، والأبعاديات التى تم منحها للأعراب وقادة الجيش والأجانب،

وكذلك الأراضى التى تم منحها للمشايخ وأطلق عليها مسموح المصطبة،

وكانت كل تلك الأراضى معفاة من الضرائب.

الرئيس جمال عبد الناصل
الرئيس جمال عبد الناصر

وبحسب ماكتب الإنجليزى “جون ياورنج” بأن الأجانب فى عصر الأسرة العلوية

احتكروا معظم الوظائف الرسمية وخاصة الأتراك،

وقد ظل الحال على ذلك لقرن ونصف من الزمان:

تفاوت طبقى اجتماعى واقتصادى بين الأجانب وفئة قليلة من المصريين وبين عموم الشعب المصرى الفقير.

ولقد كانت تلك التداعيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية

دلائل على قيام ثورة بدأ مخاضها بعد عودة الجيش من فلسطين،

وتأسيس تنظيم الضباط الأحرار عام 1949م على يد البكباشى الثائر جمال عبدالناصر.

 كواليس ليلة الثورة الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى