الملفسليدرنشر حديثاً

ملف الأمن المائي المصرى ..نهر النيل (25)

يكتبه: أحمد صادق شرباش*.. بهدوووووء

أحمد صادق شرباش

توقفنا في المقال السابق مع البيان الصادر عن اجتماع رئيس الوزراء لمصر والسودان والذي تلاه ” فيصل محمد صالح “

وزير الثقافة والإعلام السوداني، ونستكمل فعاليات هذا الاجتماع فنقول :

” سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق منذ عام 2011 أصبح مصدر توتر شديد

بين أديس أبابا من جهة والقاهرة والخرطوم من جهة ثانية، ويتوقع أن يصبح السد أكبر

منشأة لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وعلى مدار السنوات العشر الأخيرة تتفاوض

الدول الثلاث للوصول إلى اتفاق حول ملء السد وتشغيله لكنها أخفقت في الوصول إلى اتفاق، وترى أثيوبيا أن السد ضروري

لتحقيق التنمية الاقتصادية ، في حين تعتبره مصر تهديدا حيويا لها، إذ أن نهر النيل يوفر لها أكثر من 95% من احتياجاتها

من مياه الري والشرب.

*اتفاقيات اقتصادية مصرية سودانية للدفع بعلاقات البلدين

حيث أسفرت المباحثات الثنائية بين البلدين لما اعتبرته رئاسة الوزراء المصرية تنشيطا لآليات التعاون الثنائي المشتركة

فضلا عن بحث أطر ومقترحات التنسيق بين البلدين في المرحلة المقبلة، وخلال المؤتمر الصحفي جدد رئيس الوزراء المصري

التزام بلاده الراسخ دعم المرحلة الانتقالية في السودان، والوقوف إلى جانب تطلعات الشعب السوداني في التقدم والازدهار،

وتحقيق أهداف ثورة ديسمبر 2018 ، ومن جانبه أكد رئيس الوزراء السوداني استعداد بلاده انطلاقا من الروابط والقواسم

المشتركة التي تجمع الشعبين الشقيقين لتعزيز تلك العلاقات والوصول بها إلي آفاق أوسع ، وعن نتائج الزيارة الاقتصادية

جرى الاتفاق على وضع خطة عمل لتذليل العقبات التي تعترض انسياب الحركة التجارية لاسيما مايتعلق بطرق النقل المؤدية

إلى المنافذ البرية ، وناقش الجانبان تطوير تنسيقهما في مجال الاستثمار، والفرص المتاحة للشركات المصرية للاستثمار

في عدد من المجالات ذات الأهمية الاستراتيجية للسودان، وسبل تطوير التعاون في مجال النقل، وإعادة هيكلة هيئة

وادي النيل للملاحة النهرية ورفع قدرتها التنافسية، وتطوير أسطولها وتفعيل اللجنة الفنية الدائمة السودانية المصرية

المشتركة، كما بحث الجانبان مشروع ربط السكك الحديدية بين البلدين، وتكثيف العلاقات في مجال الملاحة البحرية،

والاستفادة من موانئ البلدين علي البحر الأحمر، وتحديث اتفاقية التعاون الخاصة بالنقل البري الموقعة بينهما.

وجرى استعراض التفاهم في مجال الصحة بين البلدين ومكافحة الأمراض، ومراجعة أطار عمل ارسال القوافل الطبية المصرية

المتخصصة، وكذلك تعزيز مجال البحث العلمي والتقني والابتكار إلي جانب الموضوعات الأخرى ذات الاهتمام المشترك،

وتبادل المنح الدراسية على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا، بحيث بقدم السودان مائة منحة دراسية في جامعاته،

كما تقدم مصر مائتي منحة بجامعة الأزهر، وبدء برامج تأهيل فني، وتعليم تقني بينهما، واتفق الجانبان أيضا على أهمية

المضي قدما في زيادة قدرة مشروع الربط الكهربائي بين البلدين من 70 ميجاوات وصولا إلى 300 ميجاوات، والتزام الإطار

الزمني المحدد من جانب الفنيين للانتهاء من التجهيزات اللازمة للشبكة السودانية التي يعمل الجانب المصري على توفيرها.

– سؤال: هل ينعكس التحرك المصري إيجابا على ازمة سد النهضة ؟

حسب مراقبين فإن التحرك المصري تحت مظلة تعزيز كل أوجه العلاقات مع السودان يهدف بالأساس إلي تكثيف تنسيق المواقف بشأن أزمة سد النهضة التي باتت مصيرية بالنسبة الي البلدين ، ويقول ” أيمن شبانة ” أستاذ العلوم السياسية بمعهد البحوث الأفريقية بجامعة القاهرة ” تأتي زيارة “مصطفى مدبولي” الي الخرطوم، ومن قبلها زيارة رئيس جهاز الاستخبارات المصري ” عباس كامل ” بهدف تنسيق المواقف بشأن أزمة سد النهضة بعد أن تأكد الطرفان من المراوغة الأثيوبية طوال جولات التفاوض، وحسب ” شبانة ” فإن السودان بعد سقوط نظام ” البشير ” بدأ يفكر فى الأزمة بشكل علمي مع حساب التداعيات والمخاطرمن أنشاء سد النهضة،وأنتهجت الخرطوم سياسات متشددة تجاة مضي أديس أبابا في إجراءاتها الأحادية بما ضر ويضر المصالح السودانية، وهو ما ظهر جليا بعد أعلان أثيوبيا ملء مياه السد في عامه الأول ” أغسطس 2020″ بشكل أحادي، وما تبعة من خروج بعض السدود السودانية من الخدمة، مؤكدا أن الموقف السوداني بات أقرب إلى نظيره المصري ، فالطرفان في مركب واحد والتنسيق والتعاون بينهما يبقى الخيار الوحيد أمام مخاطر هذا السد.
* قال رئيس الوزراء السودانى ” عبد الله حمدوك ” في ختام المباحثات الثنائية بالخرطوم- سبتمبر 2020 – أن الزيارة تأتي تأكيدا للارادة السياسية بين البلدين ، مبينا أنها شكلت فرصة لمناقشة عدد كبير من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وقضايا سد النهضة، والقضايا الاقليمية، موضحا ان الزيارة تؤسس لبداية جديدة ، جرى تأكيدها بتفعيل الاتفاقيات والبروتوكولات وبدء برامج عملية تؤسس لعلاقة تقدم على المصلحة المشتركة بين الشعبين الشقيقين ، ومن خلال ذلك نجد حرص الحكومة السودانية الحالية علي تأكيد استقلالية مواقفها وتفكيرها بشكل مختلف عن نظام البشير، وإدراكها للمخاطر المحدقة بالسودان بسبب سد النهضة، أما عن النزاع الأثيوبي وأثره على الفيدرالية، فهذا ما سنبدأ به المقال القادم إن شاء الله تعالى.
حفظ الله الوطن.

*أحمد صادق شرباش
رئيس لجنة إنهاء المنازعات الضريبية
للقناة وسيناء والشرقية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى