
” أحنا مبنتكلمش كتير، بس أنا بأقول للناس كلهاك محدش هيقدر ياخد نقطة ميه من مصر، واللي عايز يجرب يجرب، إحنا مبنهددش حد – لو سمحتوا – احنا عمرنا ما هددنا، ودايما حوارنا رشيد جدا، وصبور جدا، لكن محدش هيقدر ياخد نقطة ميه من مصر، وإلا.. هيبقى فية حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يتحملها أحد، ومحدش يتصور إنه يقدر يبقى بعيد عن قدراتنا ، لأ .. أنا عمرى ما قلت كدة، و انا مبهددش حد، مية مصر لا مساس بيها، والمساس بيها خط أحمر، وهيبقي رد فعلنا في حالة المساس بيها أمر هيأثر على استقرار المنطقة بالكامل .. وشكرا “.
الكلام للرئيس عبد الفتاح السيسي، المكان على ضفاف قناة السويس بالإسماعيلية، المناسبة تعويم المركب البنمية الجانحة ايفر جفين بمدخل القناة الجنوبي، التاريخ 30 مارس 2021 ، بهذه الكلمات المنضبطة والرشيدة رغم قوتها رسخت الطمأنينة لدى الشعب المصرى على نيله، والذي لم يخذله – الرئيس- فى كل المواقف، لكن تبقى عبقرية ” السيسي ” في اختيار الزمان والمكان وقبل ذلك المفردات التي أحدثت حراكا على المستوى الدولي ، مما دفع إثيوبيا إلى الاستجابة لدعوة ” الكونغو ” للمفاوضات وهذا يدفعنا إلي التخلي عن التسلسل الزمني للأحداث سعيا لملاحقة المتغيرات السريعة، لذا سأتوقف عند حدثين حدثا بداية مارس الماضي في الخرطوم بالسودان ، الأول : زيارة رئيس أركان الجيش المصري الفريق ” محمد فريد حجازي ” يومي 3 ، 4 مارس 2021 ، الثاني: زيارة الرئيس المصري ” عبد الفتاح السيسي ” للخرطوم يوم السبت 6 مارس 2021 .
اولا: فقد أثار توقيع السودان ومصر اتفاق تعاون عسكري يغطي مجالات التدريب، وتأمين الحدود على هامش زيارة رئيس أركان الجيش المصري للعاصمة السودانية للمشاركة فى الاجتماع السابع للجنة العسكرية المصرية السودانية المشتركة تساؤلات وتفسيرات عدة ، من ناحية أبعاد هذا الأتفاق خصوصا أنه يأتي في ظل أجواء متوترة من ناحية البلدين مع أثيوبيا بسبب الإخفاق في التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة، فضلا عن الحشود العسكرية على الحدود السودانية الأثيوبية على إثر خلافهما علي ترسيم الحدود وغيرها من التحديات، وبحسب رئيس أركان الجيش المصري فأن القاهرة تسعى لترسيخ الروابط والعلاقات مع الخرطوم في كل المجالات خصوصا العسكرية، والأمنية، والتضامن كمنهج استراتيجي تفرضه البيئة الإقليمية والدولية ، لافتا إلى أن البلدين يواجهان تحديات مشتركة، وأن هناك تهديدات متعددة تواجه الأمن القومي في الدولتين ، وفيما نوه إلي استعداد مصر لتلبية كل طلبات الجانب السوداني في المجالات العسكرية كافة من تدريب، وتسليح، وتأمين الحدود المشتركة، وأكد أن مستوى التعاون العسكري مع السودان غير مسبوق، مضيفا أن تعدد وخطورة التهديدات المحيطة بالأمن القومى والمصالح المشتركة تستدعي التكامل بين الأشقاء، في حين أوضح رئيس أركان الجيش السوداني الفريق أول الركن ” محمد عثمان الحسين ” أن الهدف من هذا الأتفاق هو تحقيق الأمن القومي للدولتين لبناء قوات مسلحة مليئة بالتجارب والعلم معضدا مساعي مصر الحميدة ووقوفها إلي جانب السودان في المواقف الصعبة
* البناء العسكري .. وتعليقا على أبعاد هذا الأتفاق قال الناطق الرسمي السابق للقوات المسلحة السودانية الفريق أول معاش ” محمد بشير ” من المعلوم أن قانون الاتفاقيات العسكرية يجري بين الدول في إطار حماية الأمن القومي لكلا الطرفين لأنه يصعب على دولة واحدة بناء قدرات عسكرية، مثل السودان الذي يقع على أرض شاسعة، ويجاورة ما يزيد على ثماني دول ، وساحل بحري طويل واستراتيجي ،ومصر والسودان يواجهان تهديدات كبيرة جدا ترتبط بالأمن المائي، ومن أهمها سد النهضة، وإصرار أثيوبيا علي ملئة وتشغيله من دون اتفاق يحمي الطرفين من السد وتأثيراته على على الأمن الغذائي، والمائي، والسكاني ، فالقاهرة لا تسمح بما يهدد أمنها المائي وليس لها حدود مباشرة مع أديس أبابا، وفي حال أصرت الأخيرة على تنفيذ استراتيجيتها الخاصة بسد النهضة من دون مراعاة الأطراف المعنية ، فأن السودان سيكون المدخل المباشر و الاستراتيجى لمصر في هذا الصراع.
* وزاد ” بشير ” السودان مهدد من ناحية أثيوبيا في حدوده الشرقية، ومن أجل حماية أمنة القومي ، وردع الطرف الإثيوبي ، فإنه يحتاج إلى مناصرين كما أنه لا توجد دولة ” مثل السودان ” تستطيع لوحدها أن تبني قوات مسلحة بتكاليفها العالية، لذلك جاءت هذه الاتفاقية العسكرية مع مصر للمناصرة في استثمار النواقص، والبناء العسكرى لتحقيق الأمن القومي، والتدريب والتأهيل وتبادل الخبرات والمعرفة، فهي ” الاتفاقية ” كذلك معضد مخرجات اتفاقية السلام التي وقعت في أكتوبر من العام 2020 بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة من ناحية المحافظة على البنية الهيكلية القديمة للقوات المسلحة السودانية في أطار تنفيذ الترتيبات الأمنية التي على ضوئها سيجرى ضم قوات جديدة للجيش تابعة للحركات المسلحة بعيدا عن البعد الجهوي الذي تخشاه مصر ، ويضيف : أن الخرطوم بموقعها الجيواستراتيجي ، والجيوسياسي، وتكالب الكثير من الدول عليها يجعل الاتفاق العسكري مع مصر يعضد أمن البحر الأحمر الذي يستوعب ( 60 % ) من التجارة العالمية، فضلا عن كونة مدخلا للإرهاب ، وسوف نستكمل في المقال القادم..؛
حفظ الله الوطن ..!!
أحمد صادق شرباش
رئيس لجنة إنهاء المنازعات الضريبية
للقناة وسيناء والشرقية