د. صبرى الغاياتى يكتب: من موافقات اللغة العربية

أبت اللغة العربية أن تضع علامة للمذكر، كيف وهو الأصل والأصل لا يحتاج إلى زيادة أو علامة تميزه، هذا من ناحية،
ومن ناحية أخرى ليس للأصل أن يطلب زيادة إذ كان من معانيها العطف والحنو وهو أهل لإعطائها،
وكأن اللغة العربية توجه رسالة لكل مذكر أن يظل أهلا للعطاء فذلك من أخص صفاته..
هذا في جانب المذكر..
لكل علامة معنى يتصل بأخص صفات الإناث
ثم إن اللغة قد عطفت على المؤنث فأفاضت في العطاء فلم تجعل له علامة واحدة بل جعلت له علامات متعددة لكل علامة
معنى يتصل بأخص صفات الإناث .. فتلك ألف التأنيث مقصورة إن أردتها من قاصرات الطرف، وممدودة إذ كانت الأنثى هي
امتداد الحياة وتعاقب الأجيال،، وتلك تاء التأنيث ساكنة أبدا لا تعرف الحركة حتى تسكن أنت إليها، فهي عنوان للسكن
والمودة والرحمة،
ثم إن هذه التاء من حروف الهمس الذي هو لغة الرقي في الإناث،، وذلك بخلاف تاء الفاعل المتحركة للمذكر والتي تتصل أيضا
بأخص صفات الفاعل وهي الحركة الدائبة التي لا تعرف السكون، ولو سكن لفقد فاعليته،، وتلك نون النسوة التي خصتها
اللغة بصوت رخيم عذب تعتبر الغنة من أخص صفاته الذاتية التي لا تنفك عنه خاصة إذا اتصلت بنون التوكيد .. وهي تحكي لنا
الجمال الطبعي في الإناث.. ويكفي أن تقرأ قوله تعالى : (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ….الخ الآية الكريمة) لتدرك
جمال صوت الغنة الرخيم،، وتتعرف معنى هذا الجمال الذي صاغته اللغة مؤكدة أن من أدرك شيئًا من هذا الجمال لابد أن
يسبح بحمد خالق الجمال في اللغة والمرأة على حد سواء..
تلك هي بعض موافقات اللغة العربية،ولذلك خصها الحق تعالى بنزول القرآن الكريم دون غيرها..