سليدرنشر حديثاًوما يسطرون

م. عبد الحليم نصر يكتب : التجديد حتمية وليس رفاهية

المهندس عبد الحليم نصر
عبد الحليم نصر
مهندس مصرى
مقيم فى المدينة المنورة

العلم الحقيقي هو التجديد والابتكار وإن شئت قلت هو الاجتهاد والابداع، فثمة فرق

بين العلم والتعليم هذا الفرق هو الذي يصنع النجاح والتقدم والتطور بل يصنع الحضارة بأكملها.

فإذا اكتفى الإنسان بتعلم كل ما سبق من العلوم وأصبح نسخة لمن سبقوه، فمتى يحدث التطور ومتى ينشأ التجديد والابتكار..

بل كيف يكون التقدم والتفوق؟.

إن الاكتفاء بالتعليم التقليدي هو جريمة وأد للتقدم ومحرقة للتجديد وهو السبب الأول في الغيبوبة الحضارية

التي نعاني منها منذ قرون.

وكما قيل: إن حاملي درجة الدكتوراة فى مصر أكثر من حاملى درجة الدكتوراة فى فرنسا،

ولكن أين مصر من فرنسا؟.

وهذه الحقيقة تؤكد أن التعلم هو نقطة الإقلاع وليس الوصول.

وإنما يلزم التعلم كخطوة ضرورية للإبداع، والإبداع ينتج التطور ومن ثم يحدث التجديد.

وما كان مجددي كل أمة إلا علماء لم يقفوا على حدود التقليد بل قفزوا إلى براح الإبداع وبحبوحة الاجتهاد.

فإذا لم تستيقظ بلادنا من غفلة التقليد ودوامة التلقي فلن نجني سوى نسخ مكررة من الشهادات التي تكتظ بها الأوساط

العلمية حتى أصبح سوقها كاسد ومضمارها فاسد.

إن تجديد المنهج التعليمي من التقليدي إلى الابتكاري والتحول من منهج الكم إلى منهج الكيف لهو نواة التقدم والنمو والازدهار.

فلا مفر لنهضتنا من حتمية نقل التربية من التقليد إلى التجديد ومن الانصياع إلى الإبداع حتى نكسر قيد التبعية.

إن المجددين هم بناة الحضارات وصناع التقدم والازدهار في كل زمان ومكان.

ومما يؤكده الواقع أن الاكتفاء بمعرفة ما هو معروف من قبل وحفظ ما هو محفوظ من قبل أصبح جريمة خفية في حق الوطن

وبؤرة ضعف ومصدر حيرة لجيل سقط بين واقع متقدم صنعه غرب مجدد ومخترع وبين معرفة قديمة كانت في الزمان الغابر

ابتكارا وتقدما ولكنها اليوم لا تعدوا أن تكون تأخرا وتدهورا.

إن تحصيل المعلومات والاكتفاء بها لمشكلة نهضوية نعاني منها منذ قرون ولا أدل على ذلك من ظاهرة نبذ كل فكر جديد سواء

في أمور الدنيا أو الدين والسبب واضح فلن تستوعب العقلية المقلدة سوى التقليد وسوف ترفض كل جديد.

ولا نجاة لنا من هذه الهلكة الحضارية سوى صنع مناخ تربوي يشجع العلم، والنقد، والإبتكار، وضرورة تجديد المنهجية العلمية

في مدارسنا وجامعاتنا والاتجاه نحو منهج علمي ابتكاري يقوم على النقد والتنقيح واكتشاف الأخطاء وصنع الحلول،

فإذا نجحنا في ذلك فقد رفعنا شعلة التجديد بحق وبدأت النهضة الحقيقية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى