إبراهيم نصر يكتب : نعمة الماء .. لا حرمنا الله منها

فى ظل التداعيات المتسارعة فى قضية سد النهضة أو سد الخراب الأثيوبى ـ كما يحلو للبعض أن يسميه ـ شد انتباهى كتيب صغير فى مكتبتى المتواضعة بعنوان:
“نعمة الماء ـ نحو استخدام رشيد للمياه” من الإصدارات الحديثة لوزارة الأوقاف بالتعاون مع وزارة الموارد المائية والرى،
والكتيب على صغر حجمه، إلا أنه قام على تأليفه أربعة من علماء الأزهر والأوقاف المتميزين،
تحت إشراف ومراجعة وتقديم الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف.
الكتاب 70 صفحة من القطع المتوسط بالمقدمة والفهرس والملحق الفنى الذى أعدته وزارة الرى،
والعلماء الأربعة الذين قاموا بتأليفه هم:
أ.د. محمـد سالم أبو عاصي الأستاذ بكلية أصول الدين وعميد كلية الدراسات العليا الأسبق بجامعة الأزهر الشريف، د. هـاني سيد تمام مدرس الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، د. أيمـن أبو عمر مدير عام الفتوى والبحوث بوزارة الأوقاف، د. ياسر أحمد مرسي مدرس التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين بالقاهرة.
وتحت عنوان: “قطرة مياه تساوى حياة” كتب وزير الأوقاف فى تقديمه للكتاب:
لا شك أن قضية المياه أحد أهم التحديات المعاصرة، وأن التحولات المناخية قد تزيد الأمور تعقيدًا في كثير من مناطق العالم، مما يتطلب وعيًا وطنيًّا وإقليميًّا ودوليًّا بقضايا المياه،
وحتى في حالة الوفرة المائية فالحفاظ على الماء وترشيد استخدامه أمر مطلوب،
فعندما مرَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بِسَيدنا سعْد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ:
“مَا هَذَا السَّرَفُ يَا سَعْدُ ؟” ، قَالَ سعد: وَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ فقَالَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ :
“نَعَمْ وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ” (رواه أحمد).
حتى يصير الترشيد ثقافة أمة
كما أننا نجد بعض الدول رغم الوفرة المائية الشديدة لديها تطبق الترشيد بقوة، وفي أعلى درجاته،
حتى يصير الترشيد ثقافة مجتمع، وثقافة شعب، وثقافة أمة، وهذا هو منهج ديننا الحنيف الذي نبذ الإسراف في كل شيء ونهى عنه.
والشعب المصري منذ نشأته، عقيدته تقوم على احترام نعمة مياه نهر النيل،
وتقوم ثقافة أبنائه منذ القدم على الحرص على نهر النيل وعدم تلويثه، واعتبار تلويثه جريمة من الجرائم الكبرى،
وقد كان المصري القديم يكتب ضمن وصاياه في نهاية حياته أنه لم يفعل كذا وكذا من الجرائم،
وأنه لم يلوث ماء النهر، وكأنه يتقرب إلى إلهه بهذه الفضيلة، وابتعاده عن تلك الجريمة النكراء:
جريمة تلويث مياه النهر، فهذه ثقافة المصريين منذ القدم، وعقيدتهم منذ الأزل في احترام مياه النهر، والحفاظ على المياه، وعدم تلويثها، وهو ما أكدت عليه شريعتنا الغراء.
نعمة المياه .. وأثرها في بناء الحضارات
وفي هذا الكتيب، موضوع هذا المقال، يتحدث العلماء الأربعة عن أهمية نعمة المياه، وأثرها في بناء الحضارات،
وضرورة المحافظة عليها من خلال ترشيد استهلاكها، وعدم الاعتداء عليها، موضحين أن كل نقطة ماء يمكن أن تكون سببًا في حياة إنسان، أو حيوان، أو طائر، أو نبات، وإهدار كل نقطة ماء قد يعني إهدار حياة.
هذه عقيدتنا فى أن قطرة المياه تساوى حياة، فهل يمكن أن تفرط دولتنا فى قطرة واحدة من حصتنا فى مياه النيل؟،
وقواتنا المسلحة التى لايمكن أن تفرط فى حبة رمل من أرض الوطن، فإنها أبدا لن تفرط فى نقطة مياه مستحقة من النيل على مر العصور والأزمان فاطمئنوا،
ولكن فى الوقت نفسه لا تسرفوا فى الماء مع وفرتها، فما بالنا مع حالة الفقر المائى التى نعيشها منذ زمن بعيد، إذ حصتنا كما هى، وعددنا فى تزايد مستمر.
وأختتم بقولى: نعمة الماء .. لا حرمنا الله منها، قولوا آمين.
نعمة الماء نعمة عظيمة وليتنا جميعا نقدر هذه النعمة التى بدونها لا توجد حياة …الحمد لله على هذه النعمة
مقال رائع جداً أ. ابراهيم نصر… جعلكم الله منارة بهتدى بها الآخرين .
جزاكم الله خيرا أستاذه هدى بكر، وخالص التحية والتقدير على القراءة والاهتمام بالتعليق.
ونسأل الله أن نكون دائما عند حسن ظنكم.