عبد الرازق أحمد الشاعر
-
وما يسطرون
صفقات مشروعة عند حدود التماس
حين تضع الحرب أوزارها، يذهب المنتصرون إلى ساحات الوغى لجمع الأسلاب ورشق أعلامهم الملونة في بطون الجبال، بينما يذهب المنهزمون خافضي الرؤوس في مشاهد جنائزية لا تنتهي لحمل ضحاياهم وتضميد جرحاهم .. أما نحن – الذين جاهدوا قدر رعبهم البقاء في الكواليس حتى النهاية – فسوف نخرج حاسري الرؤوس، مهما كانت ألوان الأعلام حولنا، لنشارك المنتصرين رقصاتهم الماجنة ونوزع الدموع…
أكمل القراءة » -
وما يسطرون
عبد الرازق أحمد الشاعر يكتب: مبصرون ولكن!
السيء في العمى أنك لا تستطيع أن ترى أنك لا ترى؛ فلا ترى يديك وهما يتحسسان الجدار أو الساعد الذي يقودك في العتمة إلى مكان لا يعلمه إلا هو. أن تغامر بيدك فتضعها فوق أي كتف أو تسلمها إلى أي عابر لمجرد أنه يستطيع تمييز ملامح الأشياء التي لا تراها.. تمارس شؤونك التافهة وأنت تظن أن هناك دوما من يراقبك،…
أكمل القراءة » -
وما يسطرون
عبد الرازق أحمد الشاعر يكتب: مشاعر للبيع
إن كنت مثلي تظن أن الحب لا يباع وأن الاهتمام لا يشترى، فعليك أن تراجع مسلماتك يا صديقي، فقد تجاوزنا عصر الشَّعر الذهبي والعيون الزرقاء، وأوشكت الشمس أن تشرق من بلاد أصحاب العيون الضيقة والوجوه المستديرة المتشابهة. ومن المؤكد أن عروض شرق آسيا ستكون مختلفة ومميزة عما تقدمه جُمَع الغرب السوداء. وإذا كان أصحاب البشرة البيضاء لا يمتلكون إلا واقعا…
أكمل القراءة » -
وما يسطرون
عبد الرازق أحمد الشاعر يكتب: حرب الكرات الملونة
حين تجد نفسك فجأة في خندق غريب مع أناس لا تعرفهم لتدافع عن أرض ليست لك تحت راية لا تشبه رايتك، وحين يقف الجند لترديد أناشيد وطنية لا تعرف لغتها، فاعلم أنك قد صرت طرفا دون أن تدري في حرب عالمية أخيرة لن تبقي ولن تذر. وإن حدث ما لا يحمد تخيله، أنصحك ألا تبالغ – أيها العربي البائس –…
أكمل القراءة » -
وما يسطرون
عبد الرازق أحمد الشاعر يكتب: الدين بين سندان الجهل ومطرقة القانون
لم يعد الإلحاد فسوقا عن الدين أو الفطرة أو العرف فحسب، لكنه أصبح خروجا على التقاليد والذوق العام والعقل في كثير من الأحيان. فلا يكاد المجاهرون بالكفر حاليا يكتفون بإعلان خروجهم على سلطان الله وشريعته، وعلى دين القبيلة وأعرافها، بل تراهم يخرقون سفينة المجتمع كله في تنمر غير آبه بالمقدسات والأنبياء والكتب. ولو استند هؤلاء إلى منطق قويم أو رأي…
أكمل القراءة » -
وما يسطرون
عبد الرازق أحمد الشاعر يكتب: ففروا من الله !
هل آن للبشرية أن تدير ظهرها للسماء، وأن تستبدل شرائع الإله بدساتير الأرض، وأن تتحدى بما أوتيت من معارف علوم الرب وكتبه المقدسة؟ هل آن أن تجاهر البشرية بعصيانها الأول وفسوقها القديم في غير حاجة إلى ستر عورة أو مداراة خبيئة؟ هل ننتظر إعلان تمرد شامل من أقصى الخرائط إلى أقصاها ضد سماء صارت قاب قوسين أو أدنى من طائراتنا…
أكمل القراءة » -
وما يسطرون
عبد الرازق أحمد الشاعر يكتب: نقصان العقل والدين
شاءت إرادة الخالق أن يكون كمالنا عاجزا، وأن يعتور تمامنا البشري النقص من كل جانب، فلا تكاد تقع عينك على مليح إلا وأدركت فيه عيبا، أو نسيجا ناعما إلا ولمست فيه خيطا مشدودا أو عقدة منسية. وأكثر ملامح قصورنا البشري تتبدى في العقل الذي لا تكتمل بداخله صورة إلا وكساها الغمام، ولا تتضح أمامه رؤية إلا وغطاها الضباب. ومن مظاهر…
أكمل القراءة » -
وما يسطرون
عبد الرازق أحمد الشاعر يكت: لعبة الحبار وألعاب الكبار
في المجتمعات الشمولية، لا يمكنك أن تتنفس ملء رئتيك أو تمارس حقك الطبيعي في النقد أو التوجيه، لا سيما إذ تعارضت بصمات فكرك مع توجهات الحاكم بأمره أو توجيهات طغمته الفاسدة. والخروج على ناموس الفساد قد يكلفك رأسك أو إحدى كليتيك أو قلبك أو رئتيك، وربما تدفع قرنيتيك ثمنا لآرائك السياسية المعارضة. أما أن تدفع كل ذلك أو بعضا منه…
أكمل القراءة » -
وما يسطرون
عبد الرازق أحمد الشاعر يكتب: أليست كل الرؤوس سواء؟
حين أطالع إعلامنا الرخيص، ووسائل تواصلنا الرديئة.. أحس أننا تحولنا إلى حنجرة واحدة تصدر طنينا واحدا، وأننا على وشك التحول إلى قروش تافهة في محيط تعس تثير شهيتنا رائحة الدماء، وتجمعنا الرغبة في لعق الجراح الدافئة، وتبادل طقوس الحوقلة و”الحسبنة” ومص الشفاه. آخر ما أثار حنقي من تلك السمفونية المبتذلة، رد الفعل المغالى فيه من قبل الفضائيات ومنصات التواصل على…
أكمل القراءة » -
وما يسطرون
عبد الرازق أحمد الشاعر يكتب: تهافت علماء الدين
ظل الإسلام حينا من الدهر يقاوم التغريب والعولمة، فكان سدا منيعا في وجه من أرادوا هدم الأخلاق والقيم، وظل علماء الإسلام – على قلتهم – يواجهون وحدهم، وبصدور عارية، خناجر الظلاميين الذين يريدون أن يطفئوا نور الله في قلوب الخلائق بأفواههم. لكن المقاومة الشرسة كانت تزداد ضعفا كل صباح، ليكسب أهل الضلال أرضا جديدة في الفضاء السحابي الشاسع. وهكذا، ظلت…
أكمل القراءة »